الاثنين، 18 يوليو 2016

انسان النياندرثال .ابناء عمومتنا القدماء

انسان النياندرثال
ظهر منذ 400 الف سنه فى القاره الاوروبيه و كان اقل طولا من البشر و لهم عضلات ضخمه . كان ذلك قبل ظهور الانسان الحديث الهوموسايبنس ب 100 الاف عام ، كانت من اوائل الحفريات التى تم الكشف عنها هى حفرية لانسان نياندرثال كان له ظهر محنى و كان غير طبيعى و منه نشأت فكره استمرت قديما عن ذلك الكائن و هو انه كان وحشا و ضخما يسكن الكهوف .

لكن تم الكشف سابقا على ان تلك الحفريه كانت مصابه بالشلل و ان معرفتنا عنها مشوشه . فقد كانوا يشبهوننا الى ابعد الحدود . و لكن دعنا فى تلك السلسله من المقالات نجيب على مجموعه من الاسأله حولهم .

1. كيف وجدوا ؟ لقد كانوا سليل تطور طويل الامد من سلف مشترك قديما
2. ماذا كانوا يأكلون ؟ كانوا يصطادون الحيوانات و الفرائس
3. كيف كانت تتم عملية الصيد ؟ كانوا يستخدمون رماحا مصنوعه من عصى فى اخرها حجر الصيوان *خاصة تلك الموجوده باللوفر بفرنسا* فقد عمل احد الباحثين لمدة 6 سنوات على دراسة التقنيات و هو *متن ايرن* فقد درس رقائق تدعى رقائق لوفلر مثل الصوره الثانيه بالاسفل . و انمت دراسته عن ان هؤلاء كانوا يصنعون رؤوس الرماح بحرفيه كبيره و كانوا يغلفونها بالقار ! القار هو ماده لاسقه شك العلماء اولا انها كانت من شجر الصنوبر . اى ان الشجر يصنع تلك الماده اللاسقه بشكل جاهز و لكن كشفت الابحاث ان تلك الماده كانت مصنوعه من خلال نبات يسمى البيتولا فقد كانوا يسخنون اللحاء الى درجه 400 مئويه لفترة معينه فيتكون القار . بعدها يربطون الاحجار برأس السهام و من ثم يضعون القار ليثبته و يصطادوا به .
سنتحدث عن امر هام تلك المره و هى قدرتهم على التواصل . مبدأيا لماذا افترضنا وجود امكانية للتواصل ؟ لعدة اسباب . منها انه و كما سنتحدث لاحقا فقط كانت لهم طقوس غريبه كما كانوا ينقلون معرفتهم الى بعضهم البعض و غيرها من الامور التى تشبههنا كثيرا و هو ما يدعو للشك بإمكانية وجود التواصل عبر اللغه . بالطبع لو كانت لديهم لغة فلن تكون بذات تعقيد لغاتنا الحاليه و لكن كيف يستطيع العلماء الكشف عن امكانية تواجد اللغه من عدمه ؟
هنا يأتى دور علم الجينات . ان جين FoxP2 الموجود لدى البشر هو المسؤول عن قدرتنا على التحدث . و هذا الجين موجود فى الكثير من الحيوانات الاخرى لكنه مختلف عن ذلك الذى يخص البشر .
بالتالى اذا استطعنا التحقق من وجود او عدم وجود هذا الجين فى الحمض النووى لانسان النياندرثال فمن الممكن التأكد من وجود اللغه فى تواصلهم . و هنا تأتى القضيه الاصعب . كيف سنحصل على حمض نووى سليم بعد مرور 40 الى 30 الف سنه ؟!
لقد ظل العلماء يبحثون فى العديد من العظام فى كثير من المناطق حول العالم حتى تم ايجاد مبتغاهم فى كهف فنديجا فى شمال كرواتيا (الصورة الثانيه ) حيث وجدوا ثلاث عظام لثلاث نساء نياندرثال (الصورة الثالثه)
قام فريق ( بابو ) و هو فريق علمى فى معهد ماكس بلانك بأخذ عينه من العظام و من ثم البدأ فى العمل عليها . كانت اول مشكله هو ان بقاء تلك العينات لالاف السنين هناك ادى الى اختلاط الحمض النووى الخاص بالنياندرثال بذلك الخاص بالبكتيريا و الفطريات التى عاشت على تلك العظام . بدأو بفصل تلك الاحماض النوويه الخاص بالبكتيريا بطرق خاصة ثم بعدها حصلوا على الحمض النووى الخاص بالنياندرثال و قد كان جزء ضئيل جدا قد نجا من الحمض الاصلى بعد هذه الالاف من السنين . و كان مقسما الى اجزاء صغيره تعدت المليارات و لذلك فقد كلفهم 4 سنوات لكى يتموا عملية الترتيب
بعد تلك المرحله بدأو يبحثون عن جين FoxP2 و الغريب انهم وجدوه . لكنهم لم يجدوا ذلك فقط ..فقط قاموا بمقارنة الحمض النووى الخاص بالانسان الحديث مع النياندرثال و نتجت امور مذهله
زواج غير مشروع !!!

تحدثنا فى الجزء السابق عن كيفية سعى العلماء للكشف عن جين FoxP2 و ان ذلك الجين مربوط بقدرتهم على امتلاك اللغه و اكتشفنا اخيرا انهم يستطيعون الكلام و التواصل و لكن بطرق مختلفه عما نألفه و ابسط منا . سنتحدث الان عن المقارنه الجينيه بين الانسان الحديث و انسان النياندرثال . عندما قام العلماء بوضع مقارنه ما بين الجينوم البشرى و جينوم النياندرثال فلم يكن الامر اعتباطيا ابدا . انما كان بناءا على حقائق علميه فى علوم المقارنه .
لكى نقارن بين فصيلة و اخرى هم امر مختلف تماما عن المقارنه بين انسان و اخر فى نفس الفصيله . المقارنه بين انسان و اخر فى نفس الفصيله يشمل مقارنه كليه لكل ما هو قابل للتغير القصير الامد فى الجينوم الخاص بهم و لكن هناك العديد من الطفرات و التغيرات التى تحدث و تميز كل جيل عن الاخر . ما الذى سنتخذه كأداة للمقارنه بين فصيلتين مختلفتين ؟ لابد اذا من استخدام اداوت عامه و يشترك فيها كل جنس و لا تتأثر بالاختلافات الداخليه للفصيله الواحده . فهناك منطقه فى التسلسل الجينى للبشر معروفة بالمنطقه الغير متغيره . فهى ثابته عند البشر جميعا . اذا قارنا تلك المنطقه بالجينوم الخاص بالنياندرثال فما نجده انما هو اشاره للتواصل الجينى عبر الاف السنبن .
بالفعل تمت المقارنه بناءا على ذلك النهج و كانت المفاجأه . المناطق الغير متغيره فى الجينوم البشرى تحتوى بعضا من سمات انسان النياندرثال . ما معنى هذا ؟ هل حصل تزواح قديم بين البشر و النياندرثال ؟ اليس التزاوح الناتج عن فصيلتين مختلفتين يؤدى الى ذرية عقيمة ؟ ام ان البشر و النياندرثال اقرب الى بعضهم البعض اكثر مما تصورنا ؟!
فى بداية الامر تخيل العلماء انه قد حصل تزواج ما بين البشر و النياندرثال و كان ذلك هو التفسير المقبول الوحيد لظهور اجزاء من جينوم النباندرثال فى جينوم البشر .

لكن هل كان ذلك الزواج محدودا ؟ لفئة معينه ؟ و كيف لنا ان نتأكد ؟
قبل الاجابه على الاسئله السابقه لابد لنا من حل لغز اعمق بكثير و قد حير العلماء حقا لعقود . ذكرنا ان ظهور النياندرثال كان قبل 40 الف عام . بينما ظهور الانسان الحديث كان قبل 30 الف عام و من خلال البحث الجغرافى فقد وجد مع ظهور الانسان الحديث و خلال 10 الاف عام اختفى انسان النياندرثال ! و لكن كيف ..؟

السيناريو الاول : كانت هناك منافسه شديده بين البشر و النياندرثال على مصادر الطعام نفسها و كان البشر اشد ذكاءا من النياندرثال فتغلبوا عليهم

لكن يمكن الرد على ذلك السيناريو بأن كونهم اعداء يجعل من ظهور جينات النياندرثال داخل الجينوم البشرى الحالى امر غريب . فكيف حدث تزاوح ببن الاعداء ؟! خاصة ان هذا التزاوح كان عالميا كما سنعرف فيما بعد !
لذلك لابد من وضع سيناريو اخر .
السيناريو الثانى : و هو ما تم اثباته فعليا . لقد امتص الجينوم البشرى ذلك الخاص بالنياندرثال . ما معنى هذا ؟ خلال ال 100 الف عام حدث تزاوج كبير بين البشر و النياندرثال و النتيجه ان تداخلت جيناتهم و الغريب ان الجينات البشرية كانت اكثر ظهورا لدرجة ان كل واحد منا يحتوى سمات من جينات النياندرثال تتراوح ما بين 0.5 الى 3 % من نسبة الجينوم الخاص بنا .
كان لابد من ايجاد دليل على هكذا ادعاء . فقام مجموعة من العلماء بعمل تحليل للجينوم الخاص بالبشر فى بلدان مختلفه . فى القارة الاوروبيه و الافريقيه و الاسيوية فكانت النتائج تشير الى نسبة اقل من الجينوم الخاص بالنياندرثال فى الصينيين و شرق اسيا بينما زاد النسبة لكما اتجهنا غربا الى اوروبا حيث منشأ النياندرثال انفسهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق